مجدٌ تليّد , وتاريخ مجيّد

  مجدٌ تليّد , وتاريخ مجيّد 


يُطلق على رجال قرية " آل زيدي " التي هي إحدى قرى قبيلة بني مغيد بمنطقة عسير لقب  " آل الشلال " لما عُرف عن بأسهم في المعارك قديماً , حيث إنهم لايدعون لهم قتيلاً أو جريحاً في أرض المعركة حتى لو كلفهم ذلك حياتهم , بل يحملونه معهم إلى مأمن , ويتكون سكان قرية آل زيدي من ثلاثة أثلاث ويسمى كل ثلث فخذاً وهم : ( آل امجرو  - آل زياد - آل امثلث ) , وتتفرع هذه الأثلاث إلى عشرين أسرة .

هذا ومازال أهالي قرية " آل زيدي " الحاليين يقتنون عدداً كبيراً من الآثار والوثائق القديمة العائدة لآبائهم وأجدادهم , وما تزال مساكن آبائهم التراثية القديمة صامدة البنيان حتى الآن , وأيضاً مازالت تشاهد في جنبات القرية الحالية بعض النقوش القديمة التي تحكي عبق الزمن الماضي .

فقه الأُمُيين عند الأولين

فقه الأُمُيين عند الأولين



اشتهرت جماعة آل زيدي بعدد من مكارم الأخلاق ومن أبرزها أنهم لايتعاطون اللعن ولا الظهار وهو الحلف بالأمهات والآباء ولا الحلف بالأمانة كما يفعل غيرهم , كما أنهم لا يهينون المرأة بل يكرمونها , ولا يسيئون معاملة الحيوانات والدواب , حيث إن الله سبحانه وتعالى جعل الرفق صفة أصيلة فيهم , فضلاً عن شجاعتهم وكثرتهم وتكاتفهم وتعاضدهم , وتفتخر قرية " آل زيدي " بأنها قرية علمية منذ مئات السنين , فكان فيها العلماء والمؤلفون والكتاب , وأقل أهلها علماً من كان يقرا ويكتب حيث أن التعليم في الكتاتيب معروف فيها من عدة قرون , كما أن سياسة تولي النوابة على أهل القرية لم تكن تتوارث أنما كانت بالشورى والترشيح من قبل ثلاثة تكلفهم الجماعة باختيار النائب الجديد ، وشكر النائب القديم ، ويعرض الاسم المرشح في منزالة الجماعة ويتم تكليفه رسمياً ، وليس له حق الرفض إلا في الظروف القاهرة .

مسالك الثواب في منابر الصِعاب


 مسالك الثواب في منابر الصِعاب
 


* جامع القرية :-
تم بناء جامع قرية آل زيدي للمرة الأولى عام 116هـ وأعيد بناؤه عام 1116 هـ ثم جدد عام 1403 هـ .

ويُعدّ جامعاً تاريخياً فريداً من نوعهِ في منطقة عسير, وذلك لقدم تاريخ تأسيسه ، ولم يبق منه حاليا سوى أطلال وأساسات البناء القديم .



* امنزالة ( المنزالة ) :-
تسمى حالياً مجلس قرية آل زيدي وهي مكان يجتمع فيه أهالي القرية من حين لآخر وذلك للتشاور في شؤونهم الخاصة وشؤون ضيوفهم من الخارج , حيث ان الشور الذي يخرج به من اجتمع في المنزالة يلزم الحاضر والغائب وهي أيضاً مقر لتنفيذ الأحكام القبلية على أهالي القرية من كلا الجنسين , وهي أيضاً مكان يبيت فيه من نزل بالقرية مُسافراً ووصلها في ساعة متأخرة من الليل بعد أن نام الناس وهذا سبب تسميتها ( منزالة ) لأنة ينزل بها الغرباء.

* مسجد امقرن ( القرن ) :-
ويقع غرب قرية آل زيدي في حي ( القرن ) وهو مسجد تاريخي صغير يُعد الثاني في تاريخ قرية آل زيدي , كما لا يزال قائما حتى الآن . 



* مدرسة البنين الأبتدائيه :-
هي أول مدرسة ابتدائية حكومية للبنين أنشئت في قطاع الحجاز (قرى طريق السودة ) وذلك في تاريخ 1/11/ 1372 هـ وكانت تعرف قديماً بمدرسة " آل زيدي " , وثم تغير مسماها بعد ذلك إلى مدرسة البيان الابتدائية, وكان أول مبنى للمدرسة في منزل / عبدالله بن محمد بن علي بن هادي لمدة عامين ثم انتقل المبنى إلى منزل / محمد دلهوم ثم إلى منزل / محمد بن عبدالله بن علي بن هادي في " القرن " ثم انتقلت المدرسة إلى منزل / مشبب إبراهيم مرعي ثم إلى مبنى حكومي مُبسط في " الفية " ثم انتقل المبنى إلى منزل / إبراهيم بن أحمد بن مرعي ثم إلى منزل /عبدالله بن عبدالرحمن قحمش ثم أنتقلت في عام 1436هـ إلى المبنى الحكومي الجديد حتى الآن.

وكان من أبرز مُعلمي المدرسة من أهالي قرية آل زيدي منذ تأسيسها : سليمان بن محمد بن هادي وعبد الرحمن بن عبدالله سحيم وأحمد بن يحيى حمحوم وعلي بن عبدالرحمن محيا وحسن بن عبدالله إبراهيم وعبد الله بن علي سحيم محيا وعبد العزيز بن ناصر آل دلاك ومشبب بن أحمد بن مرعي وهاني بن عايض فطيس .

هذا وقد تولى إدارة المدرسة بحسب التسلسل التاريخي عدد من المربين الأفاضل وهم:عارف بن علي القاضي ثم حسن بن علي مسلط العكاسي ثم محمد بن عبدالله البسام ثم مهدي بن محمد بن علي أبو صلام ثم علي بن عبدالرحمن محيا ( المرة الأولى ) ثم أحمد بن حسن آل عبدالله ثم علي بن عبدالرحمن محيا ( المرة الثانية ) ثم علي بن مرعي بن محمد بن زميع ثم محمد بن شاهر أبو صلام ثم عبدالرحمن بن أحمد أبو هبشة ثم سلطان المقرفي ثم مشبب بن أحمد مرعي ثم محمد العمري ثم حسن الشوكاني .

مواطن السابقين ومرابع اللاحقين

  مواطن السابقين ومرابع اللاحقين


استوطن آل زيدي وإخوانهم أهل العكاس , رأس جبل فارس , وهو جبل حصين منيع صعب المُرتقى, يكتنفه وادي عشران من الشمال , ووادي البدلة من الجنوب والشرق ,ثم انحدر أهل العكاس شمالاً فسكنوا على ضفة وادي عشران في قرية العكاس , وأنحدر آل زيدي جنوباً واستوطنوا الموقع المعروف باسم ( الحلَّفهَ ) على ضفاف وادي البدلة.



وتتكون قرية آل زيدي من ثلاثة أحياء رئيسة وهي ( امقرية ) التي يعود تاريخها لأوائل القرن الماضي , ثم حي ( امقرن ) , ثم حي ( امظواهر ) التي أطلق عليها هذا الاسم لسبب أنها ظهرت من القرية القديمة , ويسمى هذا المجمع القروي " وطن آل زيدي " , كما نشأت مواقع سكنية أخرى هي امذروة , امخشب ,امفية , امواضع ,صُعقة ,امسدود الأسفل , امسدود الأعلى , امسرّة , ضموي , ضُباعه , عين امطنب ,الأطلال , امحوتان , بلاد عشران , قرية وادي وقشة بتهامة , قرية صبرِيّ بتهامة,مشابيح آل زيدي , كراكونات الدقل ( الأتراك ) .


كما توجد بقرية آل زيدي عدد من الحصون أو الحاميات والتي تعرف باسم ( القصبة ) ومنها : قصبة آل عذاب , قصبة المعولة , قصبة مخشب , قصبة الفية ,قصبة الذروة الشرقية , وتعرف باسم قصبة آل عامر , قصبة آل محيا , قصبة آل أبو شريفة ,قصبة الصعايد , وهذه الحصون تتراءى بحيث كل قصبة ترى التي تليها , وتشكل بمجموعها منظومة من الحاميات المتآزرة , كما يوجد بقرية آل زيدي أثنتا عشرة مقبرة بين كبيرة ومتوسطة , وتعد قرية آل زيدي أقدم قرى وادي البدلة نشأة .

وتوجد عدد من المواقع تحمل أسم الجد الأعلى لآل زيدي ( زيد ) منها : حنو ابن زيدي , قطع ابن زيد , عرف ابن زيدي , قلل أبو زيد , مقعدة أبو زيد , , مشابيح آل زيدي وتقع في مكان مصلى العيد ( المشهد ) بأبها .

مفاخر القوائل في أخبار الأوائل


مفاخر القوائل في أخبار الأوائل 


((  آل زيدي شعر لأيدي .... وأربعة ند أربعين  ))


وضُرب هذا الرجز في جماعة آل زيدي لأنهم كانوا رجال عمل ويمتلكون قوه بدنية
 

((  يا آل زيدي كل حيد تبني .... لا تردونه متى جينا به ))


قيل فيهم هذا الرجز لأنهم أشتهروا على مستوى منطقة عسير سراة وتهامة بإتقانهم البناء المعماري " الحجر " حيث إنها مهنة الأجداد والآباء التي لم يجارهم أحد في إتقانها في تلك الحقبة من الزمن .


الفيض الرباني والعطاء الإنساني

الفيض الرباني والعطاء الإنساني 



حازت قرية آل زيدي على اهتمام المسؤولين في عهد الدولة السعودية , حيث توفرت فيها عدد من المرافق الحكومية وخدمات التنمية على مدى السنين , فقد تأسست مدرسة البنات الابتدائية بالقرية عام 1400 هـ , وتأسست مدرسة البنين الابتدائية بالقرية عام 1372هـ , كما أنشأت وزارة الزراعة خزان المياه عام 1386 هـ , كما عُبدت الطُرق وسُفلتت أواخر عام 1398هـ , وأنشئ مركز رعاية صحية في القرية , وكانت " آل زيدي " من أوائل القرى التي شملتها خدمة الهاتف الثابت عام 1413هـ , وبعد ذلك تم تغطية القرية كاملة بشبكة الهاتف الجوال وخدمة الإنترنت في السنوات القليلة الماضية , هذا وتولى بعض أبنائها منذ الزمن الماضي وحتى الآن العديد من المناصب الحكومية الهامة داخل المملكة العربية السعودية و خارجها  .